وظائف النبوة تتلخص في ثلاثة امور: اولا: الدعوة الى الايمان بالله ووحدانيته. ثانيا:الإمان باليوم الآخر حيث يجازي الله الناس على اعمالهم. ثالثا: تبيان الشرائع والأحكام التي فيها صلاح الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، وإليكم بيان هذه الأمور: الإيمان بالله: فالإمان بالله فطرة في النفس الإنسانية، فكل إنسان يجد نفسه مسوقاً الى قوة أرفع من قوته، ولكن الناس اختلفوا في تحديد تلك القوة، فمنهم من فسّرها بالقوى الطبيعية شمس وقمر ورياح، وبعضهم تمثلها باصنام من صنعه، الاعتقاد بوجود الله ووحدانيته، وما يجب ان يُعرف من صفاته وان حق الله على عباده وان يعظموه تعظيماً لا يشوبه تفريط وان يسلموا وجوههم وقلوبهم إليه، وان يعبدوه عن طريق العبادات كالصلاة والصوم والحج. ولقد حاولت الفلسفة الإغريقية وغيرها ان تخوض في الإلهيات فجاءت بالتتفه المرذولوالمتناقض من الآراء، كما اختلف العلماء حديثاً في تفسيرهم لهذه الإلهيات عندما اعتمدوا على عقولهم، بينما جاءوا بالقول الفصل في اثبات وجود الله وتحديد صفاته بما يطمئن اليه العقل. الإيمان بايوم الآخر: هو ايضاً من وظائف النبوة لأنه من الأمور الغيبية التي لا يصل الى إدراك حقيقتها العقل بدون هداية الأنبياء. ومن لوازم الإمان باليوم الآخر أن القيامة حق، والبعث بعد الموت حق، والبعثبعد الموت حق، والجنة حق، وعذاب النار حق. هذا وان كل انسان لديه شعور ما بأن هذه الحياة لا تنتهي بانتهاء العمر بل إن هناك حياة اخرى سيحياها على شكل ما، هذا الشعور العام المصاحب لأكثر الناس لا يمكن ان يُعد ضلالة من ضلالات العقل، ولا وهماً من أوهامه كما يدّعي الماديون. ثم ان عزوف العقل عن الاعتقاد بحياة اخرى يؤدي الى كارثة على الجنس البشري من الناحية النفسية والاجتماعية، فكل انسان معرّض للمصائب من امراض واضطهاد وظلم وفقد عزيز، فالاعتقاد بحياة أفضل من هذه الحياة يكافأ فيها الإنسان بالعدل، وتجمع بين الأحباء الصالحين ممّا يُدخل العزاء والطمأنينة الى النفوس الملتاعة، كما ان الاعتقاد بحياة اخرى يحاسب فيها الإنسان على اقترفت يداه يولّد في الإنسان الوازع الذي يدفعه الى الخير، ويلجمه عن الشر. هذا وان الإنسان عاجز عن ادراك صفة الجزاء على وجهها الحق دون وهم او خيال بدون هدابة الأنبياء. تبيان الشرائع: ومن وظائف النبوة إرشاد الناس الى الفضائل والسير بموجبها لأن عوامل غرائزهم ومصالحهم وشهواتهم متفاوتة، فالشر قد يكون قد يكون في نظر البعض خيراً إذا كان لهم فيه غُنْمٌ وفائدة، ةقد يتركون الخير إذا كان لا يرضي مصالحهم وأهواءهم الخاصة، وأكبر دليل على ذلك ما يسود عالمنا اليوم من ظلم وعدوان وانتهاك لحقوق الضعفاء، هذا العالم الذي يدّعي انه وصل الى درجة عالية من الرقي والمدنية. لهذا كانت رسالة الأنبياء تبيان الأعمال السيئة التي تؤدي الى سخط الله وفساد المجتمع. ولاشك أن تحديد الأعمال الحسنة والسيئة بيان نفعها وضررها وثوابها وعقابها يولّد في الإنسان عامل الترغيب في إتيان الخير، والترهيب من اتيان الشر، لذا فالدّين بالغ التأثير في النفسية الإنسانية. وان إرسال الرسل البشر يقطع على الظالمين طريق الأعذار، ولا يدع لهم حجة يتذرّعون بها بأن الله لم يبين لهم طريق الهدى الذي ينبغي ان يسيروا عليه، هذه الحقيقة اعلنها القرآن: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} سورة النساء-آية 165 تفسير هذه الاية | تفسير الجلالين-سورة النساء-آية 165 "رُسُلًا" بَدَل مِنْ رُسُلًا قَبْله "مُبَشِّرِينَ" بِالثَّوَابِ مَنْ آمَنَ "وَمُنْذِرِينَ" بِالْعِقَابِ مَنْ كَفَرَ أَرْسَلْنَاهُمْ "لِئَلَّا يَكُون لِلنَّاسِ عَلَى اللَّه حُجَّة" تُقَال "بَعْد" إرْسَال "الرُّسُل" إلَيْهِمْ فَيَقُولُوا : رَبّنَا لَوْلَا أَرْسَلْت إلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِع آيَاتك وَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَبَعَثْنَاهُمْ لِقَطْعِ عُذْرهمْ "وَكَانَ اللَّه عَزِيزًا" فِي مُلْكه "حَكِيمًا" فِي صُنْعه هذا وقد جرت سُنَّة الله في خلقه أن لا يعاقب أحداً إلاّ بعد أن يبعث رسولاً، قال سبحانه: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} سورة الاسراء الاية 15

     وظائف النبوة تتلخص في ثلاثة امور: اولا: الدعوة الى الايمان بالله ووحدانيته. ثانيا:الإمان باليوم الآخر حيث يجازي الله الناس على اعمالهم. ثالثا: تبيان الشرائع والأحكام التي فيها صلاح الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، وإليكم بيان هذه الأمور:


الإيمان بالله: فالإمان بالله فطرة في النفس الإنسانية، فكل إنسان يجد نفسه مسوقاً الى قوة أرفع من قوته، ولكن الناس اختلفوا في تحديد تلك القوة، فمنهم من فسّرها بالقوى الطبيعية شمس وقمر ورياح، وبعضهم تمثلها باصنام من صنعه، الاعتقاد بوجود الله ووحدانيته، وما يجب ان يُعرف من صفاته وان حق الله على عباده وان يعظموه تعظيماً لا يشوبه تفريط وان يسلموا وجوههم وقلوبهم إليه، وان يعبدوه عن طريق العبادات كالصلاة والصوم والحج.
    ولقد حاولت الفلسفة الإغريقية وغيرها ان تخوض في الإلهيات فجاءت بالتتفه المرذولوالمتناقض من الآراء، كما اختلف العلماء حديثاً في تفسيرهم لهذه الإلهيات عندما اعتمدوا على عقولهم، بينما جاءوا بالقول الفصل في اثبات وجود الله وتحديد صفاته بما يطمئن اليه العقل.

الإيمان بايوم الآخر:   هو ايضاً من وظائف النبوة لأنه من الأمور الغيبية التي لا يصل الى إدراك حقيقتها العقل بدون هداية الأنبياء. ومن لوازم الإمان باليوم الآخر أن القيامة حق، والبعث بعد الموت حق، والبعثبعد الموت حق، والجنة حق، وعذاب النار حق.

    هذا وان كل انسان لديه شعور ما بأن هذه الحياة لا تنتهي بانتهاء العمر بل إن هناك حياة اخرى سيحياها على شكل ما، هذا الشعور العام المصاحب لأكثر الناس لا يمكن ان يُعد ضلالة من ضلالات العقل، ولا وهماً من أوهامه كما يدّعي الماديون.

   ثم ان عزوف العقل عن الاعتقاد بحياة اخرى يؤدي الى كارثة على الجنس البشري من الناحية النفسية والاجتماعية، فكل انسان معرّض للمصائب من امراض واضطهاد وظلم وفقد عزيز، فالاعتقاد بحياة أفضل من هذه الحياة يكافأ فيها الإنسان بالعدل، وتجمع بين الأحباء الصالحين ممّا يُدخل العزاء والطمأنينة الى النفوس الملتاعة، كما ان الاعتقاد بحياة اخرى يحاسب فيها الإنسان على اقترفت يداه يولّد في الإنسان الوازع الذي يدفعه الى الخير، ويلجمه عن الشر.

   هذا وان الإنسان عاجز عن ادراك صفة الجزاء على وجهها الحق دون وهم او خيال بدون هدابة الأنبياء.

تبيان الشرائع:   ومن وظائف النبوة إرشاد الناس الى الفضائل والسير بموجبها لأن عوامل غرائزهم ومصالحهم وشهواتهم متفاوتة، فالشر قد يكون قد يكون في نظر البعض خيراً إذا كان لهم فيه غُنْمٌ وفائدة، ةقد يتركون الخير إذا كان لا يرضي مصالحهم وأهواءهم الخاصة، وأكبر دليل على ذلك ما يسود عالمنا اليوم من ظلم وعدوان وانتهاك لحقوق الضعفاء، هذا العالم الذي يدّعي انه وصل الى درجة عالية من الرقي والمدنية. لهذا كانت رسالة الأنبياء تبيان الأعمال السيئة التي تؤدي الى سخط الله وفساد المجتمع.
    ولاشك أن تحديد الأعمال الحسنة والسيئة بيان نفعها وضررها وثوابها وعقابها يولّد في الإنسان عامل الترغيب في إتيان الخير، والترهيب من اتيان الشر، لذا فالدّين بالغ التأثير في النفسية الإنسانية.
   وان إرسال الرسل البشر يقطع على الظالمين طريق الأعذار، ولا يدع لهم حجة يتذرّعون بها بأن الله لم يبين لهم طريق الهدى الذي ينبغي ان يسيروا عليه، هذه الحقيقة اعلنها القرآن:

{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}

سورة النساء-آية 165

تفسير هذه الاية  | تفسير الجلالين-سورة النساء-آية 165 

"رُسُلًا" بَدَل مِنْ رُسُلًا قَبْله "مُبَشِّرِينَ" بِالثَّوَابِ مَنْ آمَنَ "وَمُنْذِرِينَ" بِالْعِقَابِ مَنْ كَفَرَ أَرْسَلْنَاهُمْ "لِئَلَّا يَكُون لِلنَّاسِ عَلَى اللَّه حُجَّة" تُقَال "بَعْد" إرْسَال "الرُّسُل" إلَيْهِمْ فَيَقُولُوا : رَبّنَا لَوْلَا أَرْسَلْت إلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِع آيَاتك وَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَبَعَثْنَاهُمْ لِقَطْعِ عُذْرهمْ "وَكَانَ اللَّه عَزِيزًا" فِي مُلْكه "حَكِيمًا" فِي صُنْعه

 هذا وقد جرت سُنَّة الله في خلقه أن لا يعاقب أحداً إلاّ بعد أن يبعث رسولاً، قال سبحانه:

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}

سورة الاسراء الاية 15

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة